أمور يجب تجنبها أثناء التدريب

أول خطوة بل أهمها معرفة الحاجز الرقيق بين المتدرب العادي والمتدرب المتميز ..

 

فكلاهما بتدربان على الأدوية ويتعاملان مع الأسماء التجارية والمستودعات ولكن نقطة البداية هي الفرق الجوهري ..

 

هب أنّ نجارًا يقوم بحف الخشب قبل تقطيعه وتشكيله أو دهانًا يضع الدهان قبل المعجون !

 

كذلك الأمر عند التعامل مع الأدوية .. لنفرض أني سأتدرب على أدوية الضغط تمام ؟

 

الغالبية العظمى يقومون بهذا السيناريو .. بمسك المجموعات واحدة تلو أخرى مثلًا بيتا بلوكر فيها atenolol بشوف شو الاسم التجاري الأجنبي وبعرف بدائلهم وبسجلهم على دفتر (وللآن لا أدري من الذي سوّلت له نفسه ابتداع بدعة كتابة الأسماء !) وطبعًا طبعًا لازم أحفظ مستودعهم هاد لأمنية وهداك للحكمة والثالث للمتحدة .. مع استخداماتهم وجرعاتهم وانه بيزبط للحامل أو لأ إلى آخر ذلك ..

 

المشكلة وين .. انه كل دوا إله ـ غالبًا ـ أكثر من استخدام وأحيانًا استخدامات مختلفة تمامًا مثلًا هل تعلم انه losartan وهو من مجموعة ARBs يستخدم لعلاج النقرس ؟ طيب لو دخل عليك مريض وسألك ها الدوا لشو وقلتله للضغط وطلع ما عنده ضغط أصلًا كيف رح يكون موقفك ..

 

أيضًا الـ metronidazole والمعروف باسمه الفلاجيل، في قائمته للاستخدامات المعتمدة labeled indication هناك عشرة استخدامات على الأقل .. بمعنى إمّا رح تحفظهم كلهم لكل دوا مختلف أو رح تكتفي بأهم الاستخدامات وفي الحالتين رح تواجه مشكلة كبيرة إمّا ضغط معلومات أو تفويت أخرى ضرورية ..

 

بمعنى آخر التعامل مع الأدوية بطريقة معرفة الاستخدامات عقيمة جدًا وتؤدي إلى تخريج أجيال لا تعرف من الصيدلة إلّا قشورها (اسمحولي يعني) للآن أرى صيادلة لهم سنوات وسنوات من الخبرة وينكرون استخدامات صحيحة تمامًا للأدوية لأنهم لم يحفظوها ..

 

قد يقول قائل .. بسيطة: أحفظ مزيدًا من المعلومات كل يوم وبذلك أتّقي هذه المشكلة ..

 

أقول أنّ المشكلة ليست لا في المعلومات ولا في التعلّم فكلّنا بحاجة يومية لذلك وبدونه نتوقّف بل نتراجع ولكن الخلل أساسًا في المنهجيّة التي لا تؤسس (لفهم سليم) لعلاقة الأدوية مع الاستخدامات ..

 

ومن التجربة هناك مرضى يقومون ببحث واسع عن حالتهم على الإنترنت ثم يأتون للصيدلية ويبدئون بطرح الأسئلة .. صدّقوني من ثاني أو ثالث سؤال يبدئون بحشر وإحراج من أمامهم إن لم يكن متمكنًا من ذلك الموضوع.