المقصود برفع المبيعات زيادة البيع كميةً (أي عدد المستحضرات المُباعة) أو نوعًا (أي ثمن المستحضر).
ولكن هل هذا الشيء أخلاقي؟ وهل هو مهمة الصيدلاني؟
جواب هذا السؤال يرجع إلى السؤال الأساسي: هل يجوز للصيدلاني أساسًا تلقّي المال بل والربح من بيع الأدوية؟ الجواب نعم ولا أحد عاقل يقول عكس هذا؛ لأنّ الصيدليّة في النهاية عمل تجاري غرضة التكسّب مقابل تقديم خدمة.
فإن كان ذلك صحيحًا أصبحت محاولة زيادة ذلك التكسّب ومضاعفة الربح أخلاقيةً تمامًا.
البعض قد يفهم من زيادة المبيع إعطاء المرضى أشياء لا يحتاجونها أو مستحضرات أغلى دون سبب، وهذا معنى ضيّق لا يؤدي لربح حقيقي فعلًا لأنّ المريض سيكتشف ذلك عاجلًًا أو آجلًا والنتيجة عدم عودته للصيدليّة.
ولكن المعنى الصحيح هو تقديم خدمة أفضل للمرضى.
وهذا الخدمة تتلخص في جملة واحدة (تقديم معلومة مفيدة بالشكل الصحيح لتخفيف ألم المريض) سواء كان هذا الألم جسديًا أو نفسيًا أو حتّى معنويًا.
وذلك لا يتحقّق إلّا بالتعلّم المستمر من المصادر الصحيحة دوريًا مثل الجايدلاينز والمجلّات الصيدلانيّة وكتب العلاج الدوائي، وهذا ما نقصده بتقديم المعلومة المفيدة.
فمثلًا جاءًك مريض هو بحاجة الدواء فعلًا ويملك ثمنه وأنت لا تعرف المعلومة اللازمة فقد خسرت عملية البيع.
أمّا تطوير المهارات اللازمة مثل لغة الجسد والتواصل وإغلاق البيع فهذا ما نعنيه بالشكل الصحيح.
وهنا حتّى لو أدركتَ المعلومة العلميّة الصحيحة، لكن إن ترددت أثناء الحديث أو أعطيت إيحاءً بأن الأمر يمكن تأجيله أو عدم ثقتك من النتائج فتكون بذلك قد أفسدت العمليّة وقللت المبيعات بدلًا من أن ترفعها.
لذا نعم من مهامك كصيدلاني رفع مبيعات الصيدليّة وإلّا لاحقتك الخسائر، وستضطر لتقديم خدمة أسوأ عبر تقليل الأدوية المتاحة أو حتّى الخسارة وإغلاق الصيدليّة، وهنا لا أحد مستفيد لا أنت ولا المريض الذي كنت تنوي تقديم الخدمة الجيّدة له.